بقلم عبد اللطيف محمد
هذه المقالة تعبر عن رأى الكاتب وعلى مسئوليته دون تدخل من الموقع...
في واحد من أجمل مشاهد السينما المصرية على الإطلاق ..
من وجهة نظري .. استطاع صلاح أبو سيف من خلال المشهد " الصورة فقط " ..
أن يقول الكثير من الجمل التي سوف تعترض عليها الرقابة بكل تأكيد .
استدارت الكاميرا بكل براعة على محجوب عبد الدايم " الفنان القدير حمدي أحمد " يرحمه الله " بعد أن باع نفسه ..و عرضه .. و شرفه من أجل الوصول لمنصب و كان التمثال المعلق على الحائط رأس خروف و تم استبدال رأس الخروف بوجه محجوب عبد الدايم و ظهرت القرون من الصورة الخلفية فوق رأسه .. منظر عبقري .. ينطق .. فهمه الكبير و الصغير .. المتعلم و الجاهل .. دون إسفاف أو لفظ خارج .
شاهدت الفيلم منذ أكثر من ٣٠ عام و لا زال هذا المشهد محفور فى ذاكرتي ..
و كنت أتساءل دائماً هل من المعقول أن يتزوج رجل امرأة .. لرجل آخر ؟..
مهما بلغ به الفقر و الحاجه و العوز ..هل من الممكن أن تكون في منزلك ثم تتركه قبل أن يحضر الرجل الآخر بدقائق ؟
و تدير وجهك منه على السلم إذا قابلته بالصدفة و هو يصعد إلى شقتك حتى لا تجرح مشاعره الرقيقة .
كنت أتصور أن زمن محجوب عبد الدايم و الباشا قد انتهى .. لكن للأسف .. مازال موجود .. مع الفارق ..
محجوب عبد الدايم كان فقير و طموح ...
لكن محجوب الزمن الحالي معه من المال ما يكفيه ..
لكنه على استعداد لأن يبيع نفسه عشان منصب .. عشان يقعد مع الكبار .
محجوب كان رجل و في بداية مرحلة الشباب . .
لكن المشكلة إن السيدات زاحموا الرجال و دخلوا على الخط في هذه المهنه الوضيعة و الرخيصة في نفس الوقت ..
و لم يعد للسن أهمية ..
لكن واضح إن المناصب لها بريق لا يقاوم ..
فقد أصبح لدينا محجوبه عبد الدايم ..
في كل مكان و في كل وزارة و الباشوات ..
موجودين في كل زمان و مكان ..
يا خساره يا مصر ..