جنش على ألسنة النقاد
الحارس القادم من الأسكندرية في 2010 تسرب إليها الشك حول مدى سلامة قواه العقلية، لأن تصرفاته دائماً غير طبيعية ولا منطقية إلى الحد الذي جعل بعضهم يتهمه بالجنون.
لكن هؤلاء الجماهير لم يتوقعوا أبداً أن يكسر "جنش" عقدة عمرها 56 عام أمام النادي الأهلي في كأس مصر، وأخرى عمرها 15 عام ضد العملاق الأحمر في كأس السوبر.
الزمالك أصبح لا يخسر أمام الأهلي عندما يشارك جنش ليس لأنه حارس جيد فقط، بل لأنه يستخدم كل إمكانياته وقدراته وجنونه ضد لاعبي النادي الأحمر الذين أصبحوا يتأثرون سلباً بذلك.
مارس حارس الزمالك هوايته وارتدى قناع المهرج أثناء مواجهة الأهلي بعد أن التقط كرة عرضية سهلة في منطقة الجزاء وسقط محتضن الكرة أرضاً ينظر بثقة وثبات ممتزج ببعض الغرور إلى أجايي مهاجم الأهلي الذي ربما لم يفهم حتى الآن ما الذي أراده جنش.
أجايي جائته فرصة ليحول هذه الابتسامة والثقة إلى حسرة على وجه جنش في الدقيقة 89 وانفرد بالشباك لكنه ارتبك بشكل لا يمكن أن يتمناه لاعبي الزمالك بهذه الطريقة اللامنطقية فضاع هدف الفوز القاتل واحتضن جنش الكرة على خط المرمى بابتسامة أخرى.
حتى بعد انتهاء المباراة لم تظهر على ملامح مهرج الزمالك أي مظاهر جدية وتركيز، حيث ظل محافظاً على ابتسامته التي يبدو أنها هزت لاعبي الأهلي الذين أهدروا 3 ركلات ترجيح أمامه، وكانت هذه هي الطريقة التي اختار بها جنش قتل منافسيه.
الزمالك اكتشف كنزاً جديداً في مباريات الأهلي وهي الاعتماد على جنش الذي رفع كأس مصر وشارك في هزيمة الأهلي لأول مرة منذ 56 سنة في المسابقة الأقدم، ثم تصدى لركلات لاعبي الأحمر وأهدى الزمالك أول سوبر منذ 15 سنة وأول فوز على الأهلي في تاريخ المسابقة.
الجماهير البيضاء أصبحت لديها الآن أيقونة جديدة تشع "الكاريزما" من كل تفاصيلها، مُترعة بالثقة ومُثقلة بإنجازات وانتصارات تاريخية، أما الجماهير الحمراء فستكون لديها مشكلة عند رؤية "المُهرج القاتل" مرة أخرى ضد فريقها!