بقلم الاعلامية : نادية رياض
هذه المقالة تعبر عن رأى الكاتب وعلى مسئوليته دون تدخل من الموقع...
سعر الدولار ، جملة أصبحت تفرض نفسها وبقوة غير مسبوقة، على تفاصيل الحياة اليومية لكل مواطن في مصر مهما كان مستواه الاقتصادي، فلا يخفى على أحد أن دولة تستورد أكثر من 60 % من احتياجاتها الرئيسية ، سوف يمثل سعر الدولار أهمية قصوى في مسار الحياة داخل كافة طبقات المجتمع بيها، وبعد القرارات الأخيرة الخاصة بتعويم الجنيه المصري، أصبح السؤال الشائع هل سينخفض سعر الدولار ؟ أم سيرتفع سعر الدولار؟
فى بداية عام 2017 وخاصة فى الشهور الأولى من العام الجديد .
وقبل أن نشرع في الاجابة عن التساؤل حول، توقعات سعر الدولار، في العام الجديد ،قد يكون من المفيد أن نوضح بإيجاز .
العوامل التي تؤثر بشكل فاعل في تحديد سعر الدولار .
كيف يتم تحديد سعر صرف العملة
ان تحديد سعر صرف العملة الاجنبية، يتوقف على العديد من العوامل التي تقود ، سعر صرف العملة الى الارتفاع صعودا أو الانخفاض هبوطا، و تتمثل تلك العوامل باختصار في :
حجم الطلب العالمي على العملة .
وحجم الطلب على العملة يعتمد بشكل كبير على الطاقة التصديرية للدولة .
فكلما كانت الدولة منتجة كان الطلب على عملتها كبير .
ومن هنا يجب الاشارة الى :
ان لكى تتحقق توقعات متفائلة بشأن سعر الدولار في مصر ، لابد أن يرتفع الطلب العالمي على الجنيه المصري .
ولكى يرتفع الطلب العالمي على الجنيه المصري ، لابد ان تزيد الطاقة الانتاجية لمصر المتمثلة في الصناعة .
بالتوازي مع نمو مصادر العملة الصعبة الاخرى مثل قناة السويس والسياحة ، وتحويلات المصريين من الخارج .
وحتى نوضح الأمر :
اذا استطاعت مصر ان تحقق مكانة معتبرة في انتاج سلعة محددة تغزو بيها السوق العالمي .
حينها عندما تستورد مصر من الخارج فسوف يتقبل الجنيه المصري كعملة .
لأنه يدرك انه مستقبلا قد يستخدم الجنيه المصري في استيراد السلع التي تنتجها مصر وحققت فيها مكانة متقدمة
وحينها سوف يقل الطلب على الدولار ، ومن ثم ينخفض سعره .
وحتى نقرب الرؤية علينا أن نشير ، ان العام 2013 قد شهد أكبر نمو في صادرات الاتحاد الأوربي للعالم ومن ثم شهد العام نفسه أعلى مستويات استطاع أن يحققها سعر صرف اليورو ، مقابل العملات الأخرى .
وحتى تتضح الصورة أكثر سوف نوضح اسعار تحويل الدولار ( USD ) مقابل العملات الأخرى من اقتصاديات دول مختلفة لكى نرسخ مفهوم ان الاقتصاد القوى ينشأ عملة قوية قادرة ان تصمد امام الدولار الأمريكي .
متوسط سعر الدولار أمام عدد من العملات ومنها الجنيه المصري بنهاية عام 2016
وليتضح ان معيار قوة العملة المحلية امام العملة الأجنبية يعتمد بالأساس
( على الطلب على العملة الاجنبية فكلما قل الطلب قل تأثير العملة الاجنبية على الاقتصاد الوطني)
كما ان انتعاش قطاع معين في الاقتصاد الوطني يزيد من قيمة العملة المحلية بسبب الطلب عليها.
كما هو الحال بتونس فلقد صمدت عملتها امام الدولار بسبب انتعاش القطاع السياحي، رغم الاحداث السياسية بيها.
وفى دولة مثل الكويت رغم أن الطلب على الدولار مرتفع
الا ان قيمة العملة المحلية عالية وقوية امام الدولار بسبب الطلب العالمى عليها بفضل القطاع النفطى.
وبمقارنة بسيطة بين عدد سكان الكويت والانتاج النفطى الضخم والطلب على الدولار
ينجح الدينار الكويتى فى التفوق على الدولار الأمريكى
ورغم أن السعودية تمتلك انتاج ضخم من النفط لم تحقق عملتها نفس النجاح امام الدولار
بسبب زيادة الطلب على الدولار الامريكى بالسعودية ليس لشيىء الا ان عدد سكان المملكة يفوق بكثير عدد سكان دولة الكويت
ومن ثم الطلب على العملة الامريكية اكبر بكثير .
والحديث عن الدولار لاينتهى .
والى لقاء ومقال أخر
تابعونى
الاعلامية : نادية رياض