الصحفية المتميزة بسمة الشحات تنقذ حياة مواطن من براثن القطط والحشرات بمساعدة الشرطة والجيش

متابعة / منصور الجزار

ليس الهدف الاعلامى هو أن نكتب فقط ولا أن ننهى طلبات كل من يحتاج المساعدة بل الأعمق من ذلك هو ان يقتنع كل من يعمل بالمجال الاعلامى والصحفى أنه رقيب لله على الأرض وانه سلاح فتاك فى وجه كل فاسد ومقصر فى عمله ...

هكذا يجب أن يكون كل ممتهن للمجال الصحفى والاعلامى قبل أن يكون عضو نقابى أو غير نقابى فالقلب الذى يشعر بآلام ومعاناة الغير هو من يستحق الثناء والتقدير .

وبطلة القصة التى نحن بصددها هى الصحفية عضو نقابة الصحفيين بسمة الشحات والتى تحركت ايجابياً بشرف ومهنية لوجه الله مما يجعلنا نرفع لها القبعة ونبرز دورها فى انقاذ حياة مواطن من الموت المحقق .

واليكم القصة كاملة على لسانها :

القصة كاملة وشهادة حق

استيقظت صباح أمس على مكالمة هاتفية من زميلتى نسمه على صحفية بالسعودية تفيدني بوجود مسن فاقد الأهلية بحالة صحية يرثى لها أمام مركز الشباب البحرى بالانفوشى وأرسلت لى صور المريض ورقم تليفون احد الأهالى.
قمت بإرسال بيانات الحالة للدكتور محمد العقبى المستشار الإعلامى لوزارة التضامن، ومشكورا أكد لى انه سيتواصل مع الإسكندرية،لاسف على مدار ساعات تأتينى اتصالات هاتفية أن الحالة مازالت فى مكانها.. ومستشفى الانفوشي العام رفضت استقباله..

وعدة بلاغات للاسعاف التى رفضت أيضا نقله.. توجهت إلى مكان الحالة بمنطقة الانفوشي ورأيت منظر يقشعر له الأبدان.. قدم الرجل المسن تكاد تكون مهلهلة.. حشرات بجواره.. الأهالى أكدوا أن القطط كانت تاكل من قدمه.
سيدة اعتقد انها كانت تعمل ممرضة بالقوات المسلحة صادف مرورها بجوار الحالة، فاحضرت أدوات طبية من الصيدلية ومطهرات وجوانيات وكمامات واقية ومحلول ملح وقامت بمساعدة الأهالى بتطهير الجرح وتغطيته.
توجهت لقسم شرطة الجمرك لعمل محضر وانتقل معى الكابتن وليد لمعاينة. 
عند رجوعى للحالة مرة أخرى وجدت سيدة من الدفاع الاجتماعى بمفردها تدعى رشا بدون اى فريق من الإنقاذ السريع التابع لمديرية التضامن الاجتماعي وتتحدث فى الهاتف فقط. 
لحدهنا نقطة ومن أول السطر.
خير أجناد الأرض

تصادف خروج عدد 2ضباط من الخدمة الوطنية للقوات المسلحة و3مجندين ورشة 3سيارات ومنهم ملازم أول محمد عراقى ودا اللى قدرت احفظ اسمه ، أخدوا الراجل المسن بسيارتهم واجبروا نائبة مدير مستشفى رأس التين الدكتوره هاله استقباله بعد كلام كتيير.. الدكتورة قالت احنا عارفين الحالة دى ودا مختل عقليا لابد من تحويله مستشفى المعمورة.. وبعد محايلات تم التغيير على الجرح.. طبعا أفراد الخدمة الوطنية رفضوا انهم يتركوا الرجل المسن.. الرجل المسن يصرخ "عاوز اعمل حمام" طبعا طلبنا من الدكتورة حد من العمال يساعده قالت مفيش.. طيب بامبرز قالت خلص.. ارسل الملازم ارسل احد المجندين لشراء بامبرز.. طلب أن أحد العاملين يساعد المريض.. بردوا مفيش.. الأفاضل ضباط الجيش ارتدوا جوانتات وألبسوا المريض البامبرز بنفسهم. 
بعد أخذ خطاب التحويل لمستشفى المعمورة طلب احد الضباط أن تنقل المريض بسيارة إسعاف المستشفى.. بردوا نائبة المدير د. هالة رفضت. 
تم نقل المريض المسن فاقد الاهلية مرة أخرى بواسطة أفراد القوات المسلحة وبسيارتهم إلى مستشفى المعمورة والتي رفضت هى الأخرى بالبداية استقباله لأنه يحتاج تدخل جراحى سريع والمستشفى نفسية وعصبية.. الضابط كلم مدير المستشفى قائلا الوزيرة بتقول "100 مليون صحة" واحنا مش عارفين نعالج "صحة واحدة"، اعطوني خطاب رفض للحالة وانا سأتوجه به لمبنى محافظة الإسكندرية.. مدير المستشفى أعطى أوامر بقبول الحالة. 
لم يقبل ضباط وأفراد القوات المسلحة تسليم المسن المريض بهذا الشكل، فقام الجنود بتنظيف الرجل وحلاقة شعرة وذقنه وتغيير ملابسه، تحيه لخير أجناد الأرض.

توجهت انا بسمه الشحات بصحبة أمين الشرطة لقسم شرطة الجمرك وتحررت المحضر 3062 رقم لسنة 2018 إدارى الجمرك
اتهمت وزيرة التضامن والصحة بصفتهم ووكلاء الوزارة بالإسكندرية ونائب مدير مستشفى رأس التين العام بالإهمال والتقصير فى مهام عملهم.